الأحد، 14 ديسمبر 2008

يا كوابيسي.. اجازة من فضلك!

كنت قد قررت الامتناع عن الكتابة و التشرنق لبعض الوقت , ولكن طلبت معي ان اكتب شيئا , رغم انه من الاولى لي ان افتح كتابا و اذاكر لان امتحاناتي على الابواب.

ولكني نسيت كيف اذاكر اساسا , ربنا يستر.

تراودني مؤخرا احلام مزعجة ذات مذاق كريه يلتصق بحلقي على مدار اليوم , احلام استيقظ منها مفزوعة و قلبي يدق بحدة.. و هذا غريب جدا لان مزاجي معتدل هذه الايام و لا اجد تفسيرا منطقيا لمطاردة هذه الكوابيس لي.

فمثلا منذ يومين حلمت بمرضى الجذام , كانوا اكثر من 40 شخص في حفرة تحت الارض سقفها من الحديد الصلب المفرغ.. كنت اقف عليه انظر اليهم في خوف شديد , كانوا يصرخون من هول الالم , ينظرون الي بعيون دامية حزينة .. رافعين اذرعهم ( او ما تبقى منها ) نح
وي طالبين الغوث.


كانت اطرافهم تتساقط , فالحفرة كانت ممتلئة بالاطراف المتيبسة و الجثث المشوهة المعالم , و لاني اعلم ان هذا المرض المرعب معدي , هممت بالجري و الهرب من هذا المكان الذي يبدو كحفرة من حفر جهنم .. و اذا بخمس رجال ملثمين يرتدون بذة من نوع خاص , و كأنهم رواد فضاء يقتحمون المكان و يدفعون بي داخل الحفرة .. و يلقون بالطعام و الحقن التي تحتوي على مسكنات للالم من الفراغات الموجودة بالاعلى ..

حاولت ان اصرخ و اخبرهم انني لست مريضة ولكن بلا جدوى.

كانوا يصرخون بالمرضى طالبين منهم ان يدفن من يستطيع منهم الموتى او يحرقهم منعا لانبعاث الرائحة.. ومن المرضى من كانوا يحرقون انفسهم احياء للتخلص من عذابهم الحارق , وبعضهم من جرى نحو النار ينشد بعض الدفء , و كان بعض المرضى يجرون نحوي و حقنهم في افواههم يريدونني ان اساعدهم في اخذها لانني الوحيدة التي تبقى لها ذراعان , اصبت بالهلع الشديد وجريت مبتعدة , كان الجو شديد البرودة و الظلمة في الداخل ... و انا اجري شعرت بالم شديد في انفي فرحت اتحسسها لم اجدها في مكانها , فتسمرت في مكاني و نظرت الى كفيّ فوجدتهما قد تيبسا و صار لونهما رماديا كبقايا الفحم المحترق وبدأت اطرافي تتساقط ..

نظرت الى المرضى وهم منكبين على علب الطعام ياكلون بغمس رؤوسهم فيها كالحيوانات .. نظرت إلى اطرافي المبعثرة برهة , تخيلت كيف سينفر مني كل من يحبني , ثم اعتصرني حنين مؤلم تذكرت هذه الاطراف جيدا،و كيف كنت استخدمهم ، تذكرت هذه الأيام ، و برغم رتابتها و تفاهتها إلا أنني كنت سعيدة ، لم اقدر ابدا ما كان يوما ما ملكي حتى فقدته .. و شعرت أن هذا الإحساس لن يعود أبدا، تذكرت النظرة التي كانت في اعينهم وهم يحدقون بي .. شعرت بحزن شديد و جلست في مكاني انتظر مصيري المحتوم وسط الجثث.

الأحد، 19 أكتوبر 2008

Random Thoughts

انت
الحب
او
مشاعر مشابهة
محرمة ؟
لا اعلم
ولا اريد ان اعلم
الفشل
او الخوف منه
النجاح
و الخوف منه
دائرة
الموت
مثلث
الحياة
اطفال يلعبون
يبكون
يعجبني صوت البكاء
لكن ضحكاتهم
اسمعها
ضوضاء
اكرهها
اكرهك احيانا
عندما تنظر لي و تضحك
عندما تنظر لي
نقطة
اكره الاطفال
اكره البشر
و كانوا يوما ما اطفالا
الرقم ستة
طلاء اظافري
اصابعك
مرآتي
القبح
اجسام متكورة
اسطونات كومبيتر
سماعات عملاقة
تضخ ضوضاء كلامك المعسول في اذني
تشل حركتي
تطرحني ارضا
افيق
انت
الاحتياج ام الحب
اتحتاجني لانك تحبني؟
ام تحبني لانك تحتاجني؟
اتعرف ..
لا اعلم
ولا اريد ان اعلم ..

الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

+\-


اتساءل حقا ما الذي يجعلك واثقا تمام الثقة انها مهوسة بك ؟
افقط لانها لا تكف كلاما عنك ؟ كل التفاصيل العبقرية الدقة التي لن يفعلها و لن يقولها غيرهالك ؟

اتشعر بهوسها في السطور التي تكتبها عنك ؟ في الطريقة التي ترتب بها لك ادواتك وانت جالس بجوارها في المحاضرة .. الطريقة التي تمسح بها وجهك الذي لطخه الايس كريم بمنديلها المعطر وانت جالس جوارها على شريط البحر؟

ام هي قدرتها العجيبة على الاهتمام اللامبالي الذي يجعلك تشعر كطفل , تسلبك رجولتك في ثانية و تعيدها لك في مثلها ؟
اتعتقد انها مهوسة بك لانها تفتقدك و انت في الجوار اكثر مما تفتقدك و انت غائب و يتفاقم اشتياقها اليك و انت معها ؟

ام لانها الوحيدة التي تتحمل صخبك و رزالة تقلباتك المزاجية العبيطة ؟ لانها كثيرا ما تضحك على نكاتك الكسيحة ؟

لانها وجدت نفسها تشخبط احرف اسمك الشائع بلا وعي منها في كشكول محاضراتها ؟ او ربما تعتقد انها مهوسة بك لانها تتحمل قصصك الهطلاء عن فتيات اخريات في ثبات و تمدك بالنصيحة و ترى في عينيها شرارات ملتهبة تكاد تسمع لها صوتا.

أم هي الطريقة التي تمثل بها دور الصديقة المقربة بامتياز و تعتقد انك وحدك مطلع تماما عن ما تكنه بصدرها و رأسها لك.
او ربما شعرت بهوسها عندما وجدت اكياس السكر من المقهى الذي تترددون عليه باستمرار في حقيبتها صدفة .. كل كيس عليه موعد المقابلة و ملحوظة طريفة .. احداهما كانت انها وجدتك فاتن جدا عندما تعثرت وانت تصعد الدرج ذلك اليوم.

و ربما هي الطريقة التي تشعرك بها بسطوة وجودك بتلعثمها اللانهائي و تهاوي منطقها .




اتساءل ما الذي يرعبك عندما تتحسس بقلة اهتمام منها لك؟
اريدك ان تتوقف للحظة .. فكر..

من هو المهوس بمن.

حتما ستكتشف انه ليس هي
خدعتك وصرت انت هو المهووس .. بهوسها بك.




الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

Damage Done

منذ سنين تقريبا كذبت على شخص اهتم لامري كثيرا ..
سلسلة من الامراض العضال , موت الاقربين و تنغيصات حياتية معقدة ..
كلها فبركة , احببت كيف كان يقلق و يقف الى جانبي و يطمئنني
ا حببت حقيقة انه اهتم لامري اكثر من اهتمامي انا له
احببت حقيقة انني لست بمفردي ..

و الان .. تتحول هذه الكذبات بحذافيرها الى حقائق سوداء تذكرني بما فعلت
ولكن هذه المرة لا يوجد من يهتم لامري ..
فأراني انبش في الذكريات القديمة المحفوظة في تجاويف جمجمتي
لاتذكر كيف كان يهتم .. و أراني امسك ببقايا مشاعر كانت يوما ما ملكي انا وحدي

عندما كانت الاحداث وهمية كانت المشاعر حقيقية

و الان و الاحداث حقيقية , اصبحت المشاعر وهمية

و هكذا تتحول حياتي و من جديد لمجرد كذبة , اعيشها

اتعرف على اشخاص جدد يبدو لي انهم يهتمون , و لكن شبح جرائمي يطاردني
فأجدني دائما انظر وراء ظهري منتظرة ان يطعنوني كما فعلت انا بك

هو كرسي هزاز متآكل في غرفة مظلمة بشعة داخل رأسي , اجلس فيها و حدي

يأخذني الى الوراء ليذكرني بالماضي الذي لن استطيع استرجاعه , ثم يأخذني الى الامام لارى حاضري الذي لا استطيع لمسه

فلتقفز فرحا و تبدأ في اللف و الدوران في مكانك ..

لقد تم الضرر.

الأحد، 7 سبتمبر 2008

مراضان

السلام عليكم

احسد نفسي , ولا امانع ان تشعر تجاهي انت بعد ببعض الحقد المباح , فانا الان مرتدية عبائة سوداء ملكية , قابعة في غرفة فندق فخيمة , تطل نافذتها مباشرة على المسجد النبوي ..





اشعر بسكينة و طمأنينة عارمتين , الرضا و حتى الامل مشاعر افتقدتها منذ زمن .. هنا اكثر مكان تشعر فيه برمضان حقا , و لا اعني المشاعر الرمضانية التي نختبرها في مصرنا الحبيبة عند رؤية فانوس ما , او بعد اكلة دسمة متخمة مثيرة للكرش , او بتعاقب المسلسلات واحدة تلو الاخرى حتى تنسى اسمك و جنس ملتك اساسا , فمثلا منذ ايام استيقذنا جميعا نبحث عن اختي الصغيرة قرب الفجر , فوجدناها جالسة بجوار باب الشقة , قائلة " هو مرضان اللي بتقلو عليه ده جاي امتى بقى ؟ " ..




ما اشعر به هنا حقيقي لاقصى درجة , لم اجلس امام الباب , التلفاز او حتى المائدة في انتظار "مرضان" , هنا رمضان في الجو .. في بلدي خدعوني و عبئوا لي رمضان في زجاجات اشربها ساعة الافطار .

الخميس، 21 أغسطس 2008



قريح القلب من وجع الذنوب : نحيل الجسم , يشهق بالنحيب

الاثنين، 7 يوليو 2008

على جنب لو سمحت


هناك قطعة موسيقية لاسحاق بيرلمان , لطالما كان لها تأثير سحري علي .. اعشقها لدرجة انني عندما استمع اليها انسى تماما اي مشاعر سلبية انتابتني يوما , تشحني دائما بشحنة موجبة فعالة تحيلني الى كائن آخر .. تذهب بي الى عوالم اخرى مع اشخاص آخريين .. عوالم من الهدوء و الاستكانة ..






وهكذا تثير في تلك المقطوعة مشاعر نبيلة حقيقية , و تكشف جانبا من جوانب شخصيتي لم اكن لاكتشفه بمفردي


اتخيل عندما استمع اليها نفسي في ابهى و اجمل حالاتي , نظيفة , ناصعة البياض , بجوار الشخص الذي احبه على قمة بناية شديدة الارتفاع مستلقين على ظهورنا شاخصين ببصرنا الى السماوات العليا التي تتحرك في تناغم ساحر و تبدو كما لو لم ارها من قبل , ا شعر بذبذبات هدهدة تداعب خصل شعري المتطاير في الهواء , بينما تحمل النسمات همساته الي عبر الاثير .. و قد اضاء عتمة ليلنا قرص قمري غاية في البهاء ..


أتخيل ايضا حربا عارمة , اشخاص و كائنات يتقاتلون بحدة , يأكل بعضهم بعضا , جثث تتهاوى , اعناق تضرب و رؤوس مقطوعة ما زالت عيونها تطرف , احشاء ممزقة جاحظة للخارج , عويل , اطفال تائهون وسط الجثث المتناثرة , نساء تنوح , سيول من الدماء في كل مكان .. و كأنها نهاية العالم .. و لكننا بعيدون عن كل هذا , قريبين منهم لكننا لا ندور في دوائرهم .. نستمع الى هذه الموسيقى الرائعة متجاهلين ما يحدث في الاسفل , و اذا بقطرة دم تأتي طائرة لتلتصق بوجهي فلا املك سوى ان اختلس النظر الى الاسفل فأنتفض و قبل ان يصيبني الرعب يضغط في صمت على يدي , موجها رأسي في اتجاه السماء مرة اخرى , عندها اشعر بالامان و ازنق نفسي به التماسا للدفء



عظيم! ها قد فاتتني محطة نزولي كالعادة .. على جنب لو سمحت.

الاثنين، 23 يونيو 2008

جوجو

كان يا مكان , في سابق العصر و الاوان رجل دميم مشوه الخلقة , بالغ القبح .. منفر الى ابعد الحدود يدعى جوجو .. ولد في مكتبة مكتظة بالكتب , نعم , فقد كانت امه تعمل في احدى مكاتب العرب القديمة , هي جاهلة , امرأة رثة تسبح في الشواطئ اليابسة لعوالم الفقر المدقع , تحرس المكتبة و تمسح الغبار عن الكتب المهملة , منذ نعومة اظافره اصيب بنهم معرفي لم يرى له مثيلا , كان يقرأ اي كتاب يقع في يده , يشفط المعلومات منه شفطا .. كان يبيع السمك نهارا و يعتكف في المساجد ليلا , كبر هذا الجوجو العبقري و اصح رجلا مفكرا , بارع في اكثر من مجال , ناقد ساخر , عالم عبقري , يعترف بعبقريته كل من قرا او سمع له.




و كان والي بلدته رجلا حكيما يحب العلم ويحرص على تثقيف ابناءه , و في ليلة من الليالي سأل وزيره ان ياتي له بعالم بارع , يجيد شتى فنون الادب و العلوم , ليكون بمثابة معلم خاص لاولاده . نظير ان يغدق عليه الرزق .. و يجعله اغنى رجال بلدته , لم يطل تفكير الوزير و سرعان ما عصف اسم جوجو على ذهنه و هوي على لسانه كالمطر , قال.."جوجو" اعظم بني جنسه و اكبرهم عقلا و اكثرهم حنكة , لم يتردد الوالي في اصدار امر باحضار المدعو جوجو الى قصر الولاية .



وفي غمضة عين كان جوجو ينتظر امام مدخل القاعة التي يقبع بها الوالي ( تماما كما يحدث في الافلام القديمة عندما يرسل احدهم في طلب شخص ما , ونجد ان الشخص المطلوب في ارساله قد اتى به المسؤولين /الحراس/البلطجية في لمحة بصر دون الدخول في تفاصيل البحث عنه ) , كان جوجو قد علم مسبقا سبب طلب الوالي له , كان شديد السعادة بالطبع , فهي بلا شك فرصة العمر التي لا تعوض ..

دلف جوجو بتؤدة الى قاعة الاستقبال الفخمة , وبما ان رأه الوالي اصيب بضيق نفس و تملكه الاعياء و نالت منه اعراض شلل موضعي !! وسرعان ما امر بصرف جوجو . و انهال على وزيره بوابل من الشتائم و التقريظ , كيف لك ان تأتي بكل هذا القبح و الدمامة الى قصري , اردت من يعلم اولادي لا من يفزعهم حتى الموت !!

خرج جوجو مجرجرا نفسه و قد تمكن اليأس من اطرافه .. فجلس بالقرب من البحيرة , يشاهد في أسى الطبيعة الجميلة ربما استطاع الهروب من قبح نفسه .. وبينما هو جالس يداعب المياة , رأى فيها انعكاس امرأة غجرية , ذات شعر طويل , كثيفة الحاجبين .. صارخة جمال المعالم .. جذبته من جلبابه .. محاولة في اغرائه لكي يتبعها , لم يملك الا ان لحقها و هي تجري ما بين الاشجار .. مدوية عدد من الضحكات الخليعة لا بأس منه , حتى وصلا عند رجل غريب الهيئة الى حد ما .. همست الغجرية : مثل هذا .. في اذن الرجل مشيرة الى جوجو .. ثم ركضت مغادرة تعلو وجهها ابتسامة النصر , و قف جوجو لا يفهم شيئا مما حدث , سأل الرجل عن هوية هذه المرأة و ماذا ارادت .. اجابه الرجل : هي غجرية . انا دقاق اصنع الخواتم باشكال حسب الطلب , منذ يومين طلبت مني هذه الغجرية ان اصنع لها خاتما على شكل شيطان , فقلت لها لن استطيع لانني لم يسبق ان رايت شيطانا او عفريتا..

ضحك جوجو .. وانصرف الى حال سبيله .. و من يومها قرر ان يهب حياته للعلم و التاليف و الاطلاع .. لقد تصالح مع نفسه و قباحته فخرجت من تحت جعبته ابدع و اجمل الاعمال العبقرية .. التي اثرت العلم و التعليم على مجال العصور.





جوجو هو أبو عثمان عمرو الملقب بالجاحظ.





انه من اول الاشخاص على قائمتي .. لطالما كنت شديدة الاعجاب به .. تخيلت هيئته , ابتسامته الساخرة التي تنم عن ذكاء حاد , معالم شخصيته , قوة حجته , دقة ملاحظته , حرية فكره , اعتماده على التجربة والعقل , مرحه وخفة روحه و تدينه.



نيف على التسعين سنة.. وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه , فوقع عليه صف من الكتب اردته ميتاً, مات الجاحظ مدفونا بالكتب , مخلفاً وراءه كتباً ومقالات وافكاراً ما زالت خالدةً حتى الان.



ولد و مات محاطا بالكتب.. تماما كيف اريد ان اموت .. مدفونة بكتبي .



زارني الجاحظ ليلة الامس في حلمي , جلسنا نتسامر .. و كان تماما مثلما تخيلته .. سألته اذا كان يقرأ كتابتي .. لم يجبني .. فقررت ان اكتب شيئا عنه كنوع من انواع المجاملة عسى يتواضع و يتكرم و يزورني مرة اخرى.

الخميس، 19 يونيو 2008

قريحتي المتعفنة

اعتذر اذا كان اخر ما انتجته قريحتي المتعفنة قد اصابكم ببعض من الكآبة

الأحد، 15 يونيو 2008

في الحافلة



توقفت لانتظار الحافلة التي ستقلني للمنزل بعد ان امضيت فترة غير قصيرة في الخارج .. لا اعلم ان كنت قد استمتعت بوقتي حقا ,فقد ذهبت الى السينما بمفردي .. شاهدت فيلم "Iron man " الذي لم يعجبني قط , ولكن امتعني مكيف الهواء في صالة العرض , فالجو لا يطاق بالخارج.

وبينما انا واقفة , شاهدت شابا يداعب حبيبته بينما يخطف منها حقيبتها ويجري بها مبتعدا .. بدت سعيدة.. و اخر يوصل الفتاة التي بصحبته الى الحافلة ويؤكد عليها ان تتصل به عندما تصل ليطمئن عليها..


وبينما استغرقت في مراقبة المارة لفت انتباهي شاب يتحدث الى صديقه , كان مرتديا تماما ما كنت سارتديه ان كنت ولدا! وكانه يفكر مثلي , استهوتني الطريقة التي يلوح بها بيديه وهو يتحدث , ويكرر كلمة "اتفهم؟" كأنه يتحدث الى بهيم لن يفهم ما يقوله مهما كان بسيطا.. ذكرني بنفسي.

سمعته يتحدث عن الفيلم الذي شاهدته للتو , يقول انه ممل بلا معنى , بينما كان يحاول صديقه ان يقنعه بان الفيلم "جامد" و المؤثرات كانت خرافية.


انتابني شعور شديد الغرابة حيال ذلك الشاب , وكأن رائحة البحر و الاجواء الرومانتيكية قد نالت مما تبقى من عقلي.

وبعد ان فاتتني حافلتان (عمدا) جائت الثالثة تدعوني لافيق من فانتهازياتي التي لا مجال لها الان , صعدت وانا الملم ما تبقى من حيطان كيان خيالي المتهالكة.


لم اجد حتى مقعدا مناسبا بجوار نافذة , ربما استطعت ان ارى ذلك الشاب من خلالها , ولكن حدثت المعجزة عندما قررت المرأة التي كانت تجلس بجواري بالنزول , انعصفت تجاه النافذة ابحث عنه في شغف , لكنني لم اجده ابدا , تلاشى كما تلاشت احلامي.. شعرت انني فقدت جزء مني وبينما انا جالسة بصمت في جنازة حلمي.. جاء شخص ما , يريد ان يجلس على المقعد بجواري , لقد كان المقعد الخاوي الوحيد .. سالني اذا كان احد سيجلس عليه , اجبته: لا واخذت حقيبتي ..

تحركت الحافلة , جذعت لذلك , وهممت بالنزول عسى اجده في مكان ما بالقرب منها , استأذنت الشخص بان يفسح لي الطريق , وعندما وقفت رايته يوجه راسه تجاه النافذة وكانه كان يدعي الله بان اقرر النزول في اخر لحظة ليحظى هو بالمكان , وقبل ان انزل دفعني شيئ ما للتدقيق في وجهه , عندها تجمدت في مكاني , يا الهي! ا يعقل هذا؟ام انني ارى اشيائا لا وجود لها , هل فقدت عقلي تماما؟! هذا كثير !! كل ما اردته هو ان المحه من زجاج النافذة , والان ساحظى بشرف الجلوس بجواره؟


عندها هرولت عائدة الى مكاني , فافسح لي الطريق , قلت له: لن احرمك من الجلوس بجوار النافذة.. نظر لي مبتسما ابتسامة يملأها التعجب: لقد قرات ما كان يجول في خاطري.. شكرا.


جلست احملق في يديه , اعجبتني تفاصيلهما كثيرا , فانا اغرم بالايادي كما تعلم , كم تمنيت الا تتوقف الحافلة ابدا , اريد ان ابقى بجواره هكذا الى الابد ..
كم اريد ان اتحدث اليه واعرفه عن كثب ..


ولكني قلت لنفسي هكذا افضل , هكذا افضل بكثير
هو لا يعرفني , ولن يعرفني ابدا , لم اكذب عليه , ولن اكذب عليه ابدا .. وبالتالي لن يجد نفسه امام اختياريين لا معنى لهما وهما اما ان يسامحني ويسكن قلبه الشك الى الابد او ان يقرر تركي و عندها لن استطيع ان ادافع عن نفسي ولن استطيع لومه.

هو لا يعرفني , وبالتالي لن تسمى خيانته لي خيانة , ولن تجرحني اصلا , لانني لن اعلم عنها شيئا.
لن اره مجددا , سيظل في خيالي كما هو الان وبالتالي سيظل دائما كاملا , في ابهى واحسن حالاته , سيظل دائما يعجبني ..

توقفت عن التفكير عندما هم هو بالنزول , افسحت له الطريق و زنقت نفسي في مكانه بجوار النافذة , رايته وهو يغادر تبسمت عيناي بينما كانتا تودعانه في سلام.

وبعدها بدقائق قليلة جائت محطة نزولي , ترجلت عن وفي طريقي الى المنزل رحت افكر :

ان حياتي العاطفية ليست بكارثة كما كنت اظن , طالما اني مازلت اغرم , ومادام ان الحب مازال يتمكن مني بين الحين والاخر .. لا اكترث لنوعية هذا الحب او مقدار كميته مادامت تكفيني.

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

بيتزا و مقابر ..

انتهيت من عبء الإمتحانات امس و خرجت مع اصدقائي في المساء كاعادتنا بعد نهاية موسم الامتحانات .. ذهبنا الى ذلك المركز التجاري .. من المثير للسخرية ان اسمه "حياة" بينما يقبع خلف المدافن .. اتساءل كيف لم يلحظ اي منهم ذلك.

اعشق الاماكن الهادئة التي تشعرك ببعض من الكسل والثقل فلا تعود تقوى على التفكير .. الاماكن المهجورة التي لا يوجد بها اشخاص وكانها كنز لم ينتبه اليه احد.

كنا نتحدث عن لحظات السعادة الحقيقية .. اعتقد انني اشعر بسعادة حقيقية عندما اعطس .. لا اعرف السبب ولكني اشعر بسعادة و لذة شديدتين .. لا اتذكر انه جاء يوم شعرت فيه برغبة في العطس وكبتها ابدا..

قلت لهن انني قرأت مرة انه في الوقت الذي يعطس فيه الانسان (او الحيوان) تتوقف فيه جميع اجهزة جسمه عن العمل .. حتى قلبه وكانه مات للحظات.

حتى ان عطسة في اللغة الهندية هي طو شي و تعني "الموت القصير" .

ابتسمت صديقتي قائلة اذا سر سعادتك هو في موتك؟

اجبتها لا .. بل في توقفي عن التفكير. الذي اصبح لا اراديا بالنسبة لي .. لا يمكنني منع رئسي (الطاحونة) عن العمل.

حينها شعرت برغبة ملحة في الصعود لاعلى طابق .. استأذنتهم وتحججت باني ساذهب لاجراء مكالمة ..

صعدت الى الطابق السابع .. لارى المقابر من فوق.

تذكرت انه في صغري كنت احسد هؤلاء الذين يقطنون تحت التراب في المقابر.. لم يتبقى لديهم اي سبب للانفعال , ولا يشعرون بالالم .. نفذت منهم اسباب الحياة.
يهجعون في معزل عن الكون المحسوس ليناموا وتنام وصماتهم معهم الى الابد .. وصمات الحب و الكره.. الوصمات التي نتجت عن تحجر عروقهم بعد هروب الدم منها.
ميتون و مدفونون .. ليس لديهم اي سبب للخوف لان لا شيئ الان يستطيع ايذائهم.

لكني ادركت عندما تقدمت في السن ان الموت ربما يكون اكثر تعقيدا من كونه مجرد راحة.

تخيلت عندها عالم بلا مقابر
هل سيعني ذلك ان ما من احد يموت في هذا العالم؟
ام انهم يتخلصون من الجثث بحرقها؟.
هل ستكون سماء هذا العالم زرقاء صافية ؟ ام غليظة قبيحة تفوح منها رائحة دخان اسود قميئ ؟


وقبل ان استغرق في التفكير عطست عطسة غير مبررة .. حمدت الله عليها .. و كأن الله يكافئني على خير لم افعله.

على اية حال نزلت مهرولة وعلى وجهي ابتسامة عريضة .. يجتاحني شعور غريب بالرضى .. وقت تناول البيتزا!

ابادلك اللاحب


احيانا احبك كطفل , بعيون فاتنة , تاخذ نفسا بعد كل كلمة تنطقها .. تروقني سذاجتك
عندها لا استطيع ابدا ان الومك , مهما حاولت.


و احيانا اكرهك كفيلسوف ساخر متشائم مؤمن بالفضيلة , انظر اليك نظرة ازدراء يائسة في صمت.
عندها اقتنع انني لست في حاجة اليك.


واحيانا تعجبني كصديق , ابتساماتنا الضاحكة , نكاتك الحمقى و تعليقاتي الساخرة.
ندور معا تحت المطر .. عندها يتوقف احساسي بدوران عقارب الساعة .. يتوقف الزمن.


و احتاجك احيانا كوليد رضيع , تبكي بحدة , تتجمد في الظلام .. تتبول في حفاضك وتنظر لي بارتباك لكي انظفك
لا جدوى لحياتي من دونك.

اتساءل كيف تراني؟
طفلة , حبيبة ام صديقة؟
هل ستحبني اكثر عندما اكون كرضيع شديد الهشاشة ؟ او عندما تشتعل رغبتي و تلتهب توهجا ؟
ام سيروقك كرهي لك؟

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

هل انت على قائمة الموت خاصتي ؟

لم اكن ابدا عدوانية.. انا شخص مستكين الى حد ما.. افضل الا مبالاه على الكره .. و الفتور على العنف .. لكن هذا لا يمنع انني قد استشيط غضبا احيانا من اناس اصادفهم .. لا افعل شيئا حيال غضبي غالبا .. لانني اعلم جيدا انه لن يفرج ديق نفسي الا قتلهم .. لماذا تنظر باستغراب هكذا.. عبيط! .. نعم قتلهم شر قتلة .. لانني لست عصبية بطبيعتي , غير مبالية لابعد الحدود .. بالطبع لن يتمكن من اغضابي الا شيئ بالغ الخطورة .. على الاقل بالنسبة الي.
____________
لذا اعددت قائمة باسماء هؤلاء الذين ارغب في قتلهم.. اصبحت قائمتي لامتناهية الطول , يوجد عليها اناس اقابلهم احيانا .. انظر اليهم بحدة شديدة .. اتخيل الطريقة التي سافضل قتلهم بها.
____________
ومن بعض الاشخاص على القائمة..
-مستشارة المدرسة التي كنت بها .. لانها نصحت اهلي بان يعرضوني على طبيب نفسي لانني في حاجه اليه.
-بعض الاشخاص الذين اعرفهم اون لاين ويشعروني بملل مزمن..
-البنات ذوات اجسام رشيقة , ووجوه جميلة.. ويشعرون انهم يستطيعون الحصول على كل ما يتمنون فقط لانهم افضل من غيرهم.
-شخص احببته واحبني , ولكني مارست عليه كل انواع الاكاذيب المريضة.. اود قتله لانه لم يستطع ابدا مسامحتي , الغبي تشبث بكرامته.
-كبريائي.
-معلم الرسم الذي لكمني في جنبي فقط لانني لونت الرسمة قبل ان يطلب مني.
-ذلك الشخص الذي كان يجلس بجواري في القطار.
-الشخص الذي تحرش باخي الصغير. (قتل وحشي)
-عاملة السوبر ماركت التي تحدثت مع امي بفظاظة وقحة.
-امي.
-قريبة لي اكرهها جدا لشدة غبائها.
-"بارني" نظرا لكراهيتي الحارقة تجاه ذلك الديناصور الارجواني المسبب للهلوسة.
-سائق تاكسي ما.. (قصة طويلة ربما سأذكرها لاحقا) *موت بطيء مؤلم*
___________
لن استطيع في الغالب تنفيذ اي من هذا , ربما سيظلون فقط اسماء على قائمتي .. من المحتمل انهم سيفلتون منها .. ولكن هل سيفلتون من قائمة الموت الرئيسية؟ .. D=

هذيان

(ب) : يا ربي! .. انه ميت.

(ا) : ومن هو ربك؟

(ب) : ماذا؟

(ا) : هل سيمانع ربك ان وكزت الارنب الميت بفرع الشجرة هذا؟


_________________

(ب): كيف ستتمكن من الفوز؟

(ا): سأهاجم!

(ب): وماذا بعد ان تهاجم؟

(ا): لاشيئ.

(ب): لماذا ؟

(ا) : لانني لن اتوقف ابدا عن المهاجمة!


_________________

الثلاثاء، 27 مايو 2008

احزموا امتعتكم ورحلوا..

بينما كنت افتش في دفاتري القديمة وجدت رسالة كتبتها منذ زمن سحيق , لا اتذكر سيئ عنها و لا عن الوقت الذي كتبتها فيه , و لكن بما ان قرأته انتابتني نوبة من الضحك المتواصل , هي رسالة انتحار او وصية .. شيئ من هذا القبيل .. ضحكت لانني اكتشفت قمة السخف و سخرية الحياة! فما كان يوما يقلقني و يأرقني لدرجة انني فكرت في الانتحار بسببه اصبح الان شيئا طبيعيا اتعايش معه بكل هدوء و اتقبله باحتراف

اكتشفت ان انصرام الوقت لم يساعدني على حل مشاكلي مع نفسي ولا التصالح مع الحياة , فقط امكنني من التعايش معها .. قدرتي الحيوانية على التعايش تزداد يوما بعد يوم ..

على ايه حال هذا مل نصت عليه وصيتي :

انها اولى ليالي سعادتي , هذه وصيتي التي لم اكتبها قط , لكنها تقبع في مكان ما داخل راسي تذكرتها , و اتا مستلقية على سريري امسك بسكين , بينما تخللت رائحة البرتقال الطازج تجويف انفي.. مرتدية بجاماتي التي اختلط فيها اللون الحمر مع الاسود في تناغم انيق ..انها لحظة من اللحظات القليلة التي اشعر فيها بانني جميلة. قابلت في حياتي حفنة من الاشخاص الذين يمكنني بكل ثقة تسميتهم اشقاء روحي , كنا احيانا نجلس في صمت مطبق ومع ذلك كنا دائما نجد طريقة للتواصل.. درسوا بدقة ثنايا تعابير وجهي الماكرة وتمكنوا تماما من فهمها , كانوا دائما يعرفون ان هناك خطب ما بينما خدعت براعتي في تمثيل دور السعيدة العالم كله.. هم الذين عندما سيرون وصيتي سيعرفون انني اتحدث عنهم من دون الحاجة لذكر اسمائهم.. من دونكم .. فقدت الكثير .. ربما كان الذنب ذنبي .. ولكنني نلت عقابي .. نادرا ما استطاع احد فهمي بعدكم.

اوجه حديثي الان لتعساء الحظ الذين واتتهم الفرصة لقراءة ترهاتي , تجاهلوا اي شخص اخر في حياتكم , لا يوجد من هم اكثر اهمية من "هؤلاء" , لا تخسروهم ابدا.

آمل ان تتعلموا شيئا من تجربتي التي اعلم انها في مجملها عديمة الفائدة.. اه اكره عندما اتحدث بهذه النبرة الدراماتيكية التي تبدو غاية في الابتذال ولكنني اؤكد لكم ان حالتي الذهنية الان -و خاصة الان- صافية شديدة الوضوح والمنطقية . لا اشعر بالاسى حيال تعقد موقفي , وارحب به كما لو كنتم سترحبون بأي تغير جذري في حياتكم.

من المفترض ان اكون جثة هامدة بعد انتهائي من استرجاع محتويات وصيتي المفقودة هذه , احتاج اولا ان اشرح اسباب شروعي -الا وعيي- في انهاء حياتي .. ولكي افعل هذا بطريقة مبسطة , ساكون صريحة و واقعية .. سئمت الحياة , دوافعي لاكمال اي شيئ ابدأه مهما كان بسيطا , سقيمة تحتضر مع مرور الوقت.. وكلما اقتربت اكثر و اكثر من سنة موتي المتوقعة , شعرت ببطارياتي تفرغ بينما تبقيني الادخنة المتصاعدة حية بالكاد.. اشعر وكانني انهيت دوري في مسرحية الحياة , ربما لم اتقن دوري تمام الاتقان لانني انشغلت عنه في تمثيل ادوار ثانوية , لكنني اثرت في الناس الذين قدر لي ان اؤثر فيهم , وتأثرت بالبعض. وبقائي حية لفترة اطول , سيكون غاية في الانانية لان الشخص الوحيد الذي يمكنني الان التاثير فيه والتاثر به هو انا.

لا اريد ان يتذكرني احد , اعلم انه مطلب سخيف.. و لكن طالما انه سيكون اخر مطالبي الانانية اعتقد انني سوف اطلبه على اية حال.. من المهم ان يعلم كل من يهتم -او سبق وان اهتم- لامري انه لست انا التي كانت مهمة بالنسبة اليهم , لطالما كنت قابلة للانفاق , الترك و الاستبدال.. لطالما كنت هنا كأداة لخدمة غاية معينة.. كنت الشهادة التي تثبت وجودكم , كلمة على هامش صفحة متمزقة متهالكة في كتاب الحياة. الغاية التي تكمن معانيها في فهم مغزى الحياة و الموت وانجاز كل ما ستطيع انجازه في حيز الزمن الذي كان يوما ما ملكي.. سانهي كل هذا عن طيب خاطر لان موتي سيوقف الالم و الصمت اللذان لا ينفكان عن التردد خلسة على مؤخرة راسي التي لا تتوقف عن طرح اسئلة تعجز مقدمة راسي عن الاجابة عنها.

وصيتي ان تروا العالم كما هو , هو ليس اكثر من وجود بسيط.. حاولوا قدر استطاعتكم الاستمتاع بكل شيئ , توقفوا عن التوقعات الجامحة التي دائما ما تنتهي بخيبة امل , اذا لم تعجبكم وظيفتكم , اتركوها.. اذا لم تروقكم حياتكم , احزموا امتعتكم ورحلوا..او افعلوا كل ما يمكنكم فعله للحصول على الحياة التي طالما حلمتم بها , لا ترضوا بالقليل فقط لتتمكنوا من العيش.. لتجدوا انفسكم تحتضرون ببطء على اسرتكم عندما تتقدمون في السن وقد فات الاوان , عندها ستسالون انفسكم لماذا لم تفعلوا ما اردتم دائما فعله؟

هذا طريف , لطالما اعتقدت ان خطابي الاخير للعالم سيكون اكثر حزنا و سوداوية من هذا بكثير.