الثلاثاء، 10 يونيو 2008

بيتزا و مقابر ..

انتهيت من عبء الإمتحانات امس و خرجت مع اصدقائي في المساء كاعادتنا بعد نهاية موسم الامتحانات .. ذهبنا الى ذلك المركز التجاري .. من المثير للسخرية ان اسمه "حياة" بينما يقبع خلف المدافن .. اتساءل كيف لم يلحظ اي منهم ذلك.

اعشق الاماكن الهادئة التي تشعرك ببعض من الكسل والثقل فلا تعود تقوى على التفكير .. الاماكن المهجورة التي لا يوجد بها اشخاص وكانها كنز لم ينتبه اليه احد.

كنا نتحدث عن لحظات السعادة الحقيقية .. اعتقد انني اشعر بسعادة حقيقية عندما اعطس .. لا اعرف السبب ولكني اشعر بسعادة و لذة شديدتين .. لا اتذكر انه جاء يوم شعرت فيه برغبة في العطس وكبتها ابدا..

قلت لهن انني قرأت مرة انه في الوقت الذي يعطس فيه الانسان (او الحيوان) تتوقف فيه جميع اجهزة جسمه عن العمل .. حتى قلبه وكانه مات للحظات.

حتى ان عطسة في اللغة الهندية هي طو شي و تعني "الموت القصير" .

ابتسمت صديقتي قائلة اذا سر سعادتك هو في موتك؟

اجبتها لا .. بل في توقفي عن التفكير. الذي اصبح لا اراديا بالنسبة لي .. لا يمكنني منع رئسي (الطاحونة) عن العمل.

حينها شعرت برغبة ملحة في الصعود لاعلى طابق .. استأذنتهم وتحججت باني ساذهب لاجراء مكالمة ..

صعدت الى الطابق السابع .. لارى المقابر من فوق.

تذكرت انه في صغري كنت احسد هؤلاء الذين يقطنون تحت التراب في المقابر.. لم يتبقى لديهم اي سبب للانفعال , ولا يشعرون بالالم .. نفذت منهم اسباب الحياة.
يهجعون في معزل عن الكون المحسوس ليناموا وتنام وصماتهم معهم الى الابد .. وصمات الحب و الكره.. الوصمات التي نتجت عن تحجر عروقهم بعد هروب الدم منها.
ميتون و مدفونون .. ليس لديهم اي سبب للخوف لان لا شيئ الان يستطيع ايذائهم.

لكني ادركت عندما تقدمت في السن ان الموت ربما يكون اكثر تعقيدا من كونه مجرد راحة.

تخيلت عندها عالم بلا مقابر
هل سيعني ذلك ان ما من احد يموت في هذا العالم؟
ام انهم يتخلصون من الجثث بحرقها؟.
هل ستكون سماء هذا العالم زرقاء صافية ؟ ام غليظة قبيحة تفوح منها رائحة دخان اسود قميئ ؟


وقبل ان استغرق في التفكير عطست عطسة غير مبررة .. حمدت الله عليها .. و كأن الله يكافئني على خير لم افعله.

على اية حال نزلت مهرولة وعلى وجهي ابتسامة عريضة .. يجتاحني شعور غريب بالرضى .. وقت تناول البيتزا!

هناك تعليق واحد:

Old Blogger يقول...

عايزة اكتب كلمة واحدة هنا ومش لقياها..