الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

حقا طيبة



يحاول كل من حولي ان يُقنعني ان هناك خطبا ما بي , بما فيهم نفسي

لكني فتاة طيبة , اُقسم لك

نعم قتلت الكثير من الكائنات لكني فعلت هذا بدافع الحب و الشفقة

 نتفت اشواك قنفذ صغير وجدتة بقرب منزلنا في السعودية عندما كنا نعيش هناك. نتفتها واحدة تلوالاخرى و لكني فعلت ذلك ظنا مني انها تألمه و انني سأخلصه من عذابه الأبدي بانتزاعها

 و في مرة وجدت قطا يتسلل الى عشة الدجاج, ثم خرج وفي فمه صوص صغير. فكنت اذهب الى العشة و كلما رأيت دجاجة بجوارها بيضة كنت اعيد البيضة الى جوفها من جديد , و كنت عندما ارى بيضة فقست صوصا كنت اعيد الصوص الى جوف امه من جديد و عندما كان يقاوم,  كنت اقضم رأسه الصغيرة بأسناني ليموت و يتوقف عن المقاومة لكي استطيع ارجاعه الى رحم امه في هدوء, كنت افعل ذلك خوفا عليهم من الحياه, ظننت ان ذلك أأمن و أصلح لهم, بدلا من ان يكبروا و يصبحوا دجاجا يدبحه أخي الكبير ثم ينتف ريشه ابي بطريقة مُقيتة لتطبخه امي على الغداء

وكنت انتزع السلاحف من قواقعها, لأنني ظننت ان القواقع الثقيلة على ظهرها تبطئ من حركتها وددت لو تصبح اسرع, لكني لا افهم لماذا كانت تخرج من قواقعها ممزقة و دامية

اما الاسماك فكنت أشفق لحالها و هي تجوب وتصوب هكذا في احواض ضيقة, كنت اشعر بخوفها وغربتها, فكنت اقص زعانفها و افقأ عيونها, كما تفعل امي عندما تتطبخ لنا السمك, ثُم اُعيدها الى الحوض, كانت تركد في قاع الحوض حتى تموت بسلام, قال لي ابي ان سمك الأحواض يعود الى منازله في قاع المحيط عندما يموت.

 و كنت اُفرغ زجاجة الشطة الحارة في فم قط اخي لأعاقب فصيلته كلها على أكل ذاك الصوص

, وكنت اجمع الجرذان من المصيدة , و اخرجهم من الغراء و اضربهم في الخلاط ثم افرغ عرائسي من القطن و أحشيهم بالجرذان المفرومة

 أعترف انه لم يكن هناك هدف نبيل هذه المرة, و لكني فقط اردت اللعب, كنت أعلم في قرارة نفسي انهم ارادوا اللعب معي ايضا

و لكني في كل الأحوال كنت اصر على دفن كل ما اقتله من هؤلاء الصغار منذ كنت صغيرة

لم اعذب اي حشرة او حيوان صغير كما يدعون, كنت احاول تخليصهم من شرك الحياة, و لم اقتل مخلوقا الا ودفنته , و بعد كل عملية دفن سرية , كُنت اعدو الى السرير و انام لارى في احلامي حديقة تنبت اشجارها من تلك الحيوانات المدفونة في ساحة المنزل الخلفية

حديقة جميلة بها حيوانات صغيرة سعيدة لكن يغلب عليها اللون الاحمر عن الاخضر , و اشجارها ميتة و دامية بعض الشيء

و لكني اتذكر انني عندما كنت اتجول في هذه الحديقة, في حُلم ما, وقفت تحت شجرة صيصان, كان بها صوص مازلت به بقايا حياة,

نظر الي, وطلب مني بصوت خافت ان اقتله لأرحمه مما يعاني, في الطبيعي كنت لأقتله لكي اريحه من ألمه, لكني سرعان ما تذكرت عندما قلت لي انه ثمة خطب ما بي, و أنه علي ان اتوقف عن العبث

قررت ان اتغير هذا اليوم للأصلح, ولم اقتلة قط, تركته يتألم ثم مات هكذا وحده بعد فترة

أرأيت؟

الست حقا طيبة ؟

هناك 14 تعليقًا:

kamasheto يقول...

شكرا مقدما على كل الكوابيس والرعب اللي هتسببيهولي من دلوقتي لحد اخر الزمن

شكرا، حقاً

غير معرف يقول...

هو أنتِ بجد ؟
حقا، أنا مبهورة بكتاباتك ..
تعرفى ، أنا مش عاوزة أشوفك خالص ، ومتمناش أن يكون لى معاكِ أى حوار شخصى .. مش عاوزة احس إنك زى بقيت البشر .. ولما ببص على صورتك فى اليمين ، مش بعرف أركبك على بعض ، و فى الآخر بهمل الجانب الشكلى أو الملموس وبعيش فى كتاباتك ، اللى بتودينى لدنيا نفسى أروحها من زمان ..
هو أنتِ بجد بقى ؟
وحعلق كغير معروف ، عشان مش عاوزة اى حاجة تفقدنى إحساسى وتخرجنى من الدنيا اللى أنا فيها دى ..
آه .. أه .. يا ريت أفضل فيها على طول ..

غير معرف يقول...

u r fucking psycho! what kind of sick minds will do that to poor animal?!

Marionette يقول...

طب انتم ليه غير معروف, ليه!!!111!!! :(

غير معرف يقول...

حاولت اكتسب نفس الطيبة الملائكية الشفافة لكن في كل مرة أحاول اعادة التجسد لهذا العالم اجد نفسي " غير معروف " حاولت كثيرا ان أكون طيب أو شرير أو حتى كائن ضبابي يجمع الاثنين لكن ثمة خطب مايحدث في المعادلة الكونية واجد نفسي غير معروف , غير طيب وغير شرير لكنني دائما وأبدا موجود! وأنا شريك في هذه الأفعال التي هي مزيج بين الجرائم والقتل الرحيم ...حتى لو كنت شريك بالصمت! و غالبا ماافلت من العقب لكوني غير معروف

غير معرف يقول...

من اغرب وأجمل ماقرأت...أنا لا استطيع تصنيفها أو انتقادها بصورة سليمة لانها فعلا قطعة فريدة من نوعها...وبعض التعبيرات والصور بدأت بالفعل في السيطرة على تفكيري! استمري في الكتابة من فضلك

Marionette يقول...

كفاية غير معروف بقى؟ انتو مين؟ اسمكو ايه؟ عاوزة اكلمكم و ألعب معاكم.

غير معرف يقول...

نحن كلنا نتمنى هذا...ولدينا كل استراحات القهوة منذ ماقبل التاريخ إلى مالا نهاية, لكن بعضنا يفضلون بدء محاداثاتهم بالعكس, لذلك تشرفنا بلقائك كلنا يا طيبة, وسننتظر مزيد من كتاباتك - لحجر النرد جوانب أكثر مما نتخيل احيانا-

غير معرف يقول...

بينما كنا نناقش هذه الكتابات كعهدنا قال احدنا إن قرائة هذا اعطته إحساس وصور عقلية مماثلة للاحساس الذي شعرنا به عند قرائة ابيات ابي القاسم الشابي لأول مرة

"يا لَهَا من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد


يا لها من رقّةٍ تكاد يرفّ الوردُ منها في الصخرة الجلمود"

انصحك بقرائته لان هناك نظرية متفق عليها بيننا إنه كان يقصدك... فانت حقا طيبة وتكاد طيبتك ان تدمر عالمي كله في نشوة سامية من القتل الرحيم

Marionette يقول...

speechless

Sameh Ragheb يقول...

القصة رغم قسوتها و بشاعة التصوير فيها إلا إنها قوية جدا و تدعو للتأمل في نوايا المخطئين و هل فعلا أرادوا شرا
كتاباتك حلوة

غير معرف يقول...

انتى غريبه اوى ياايات
ما تجبريهم انهم يظهروا
الغي الغير معروف

غير معرف يقول...

You're truely one fascinating person.

Marionette يقول...

do I know you?