الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

21

لم اسعد ابدا باعياد ميلادي السابقة , و لم استطع ابدا فهم سر انبساط الاخرين بأعياد ميلادهم , حتى انني كنت احتقرهم بشدة و اصفهم بالتفاهة. حتى اليوم , عندما دخلت من الباب و لم اجد ايا منكم , و اكتشفت انكم تنون مفجائتي , هذه النظرة على وجوهكم , ثم الكيك اللطيف عليه اسمي ,حالة الاستغراب و الاندهاش التي اصابتني , كل سنة و انت طيبة , شمعة المطبخ الرديئة , قبلات و احضان , زرغوتة التونسي , ضحكاتنا الهستيرية

و فجأة اصبحت سعيدة



هي ليست الكيك , و ليست اغنية عيد الميلاد البغيضة بأصواتكم اللعينة , وليست حقيقة اني كبرت سنة و اصبحت في الحادية و العشرين من العمر و صرت احسب على الراشدين نفرا

كلها اشياء لطيفة

ولكن ما اسعدني حقا و ما كان دائما يسعد اصحاب اعياد الميلاد على غراري , هو ان مجموعة من الاشخاص اجتمعوا في محاولة بريئة , نزيهة , خالية تماما من المصالح .. لاسعاده.

بالطبع اشكر كل من كلف خاطره و بعث لي برسالة , او كتبها لي على الوول الفيسبوكي خاصتي. و لكن ما اختبرته اليوم كان مختلفا و حقيقيا , كانت محاولة صادقة لاسعادي و رسم البسمة على و جهي , لا لمصلحة شخصية ولا من اجل جميل ارادوا رده لي. و تمت المهمة بنجاح.

ممتنة لكم جدا , و ممتنة لكل الاحداث الجيدة و السيئة منها و التي قادتني اليكم.

فلولا تضيعي لوقتي , فشلي في الثانوية العامة و اضطراري لدخول كليتي الرديئة و تضيعي للعديد من فرص العمل الافضل ما كنت لاقابلكم و ما كنت لاحظى بمثل هذه اللحظة ابدا. و برغم انني لم افتقد ايام المدرسة عندما انقضت و كنت اعتقد ان ايام الجامعة كانت الاسوء و الاكثر مضيعة للوقت على الاطلاق , الا انني اعلم اني سأفتقدكم بشدة لو تركت المكان

سأفتقد التونسي رغم غلاسته و قدرته على اغضابي و جعلي اشعر برغبة شديدة في ضربه , سأفتقد جدعنته وقدرته الفائقة على تحمل المسؤلية.
سأفتقد شفافية مي و طيبة قلبها و كيف تدافع باستماته عن حقها اذا سلب منها.
سأفتقد هدوء و حكمة عبد الرحمن و ميوله الستفذة للوعظ
سأفتقد تشرد عالية وخفة ظلها
سأفتقد عيني سارة القديمة المحاطة بالكحل
سأفتقد النسمتين , نسمة و نسمة
ذكاء سها
اكل وفاء
ابتسامة سارة رسيبشن
رزانة شيماء
اسنان هبة الرشيدي
شقاوة اثار
فتحي الذي اشعر دائما بأنه طفل كبير
انجليزي العربجية بتاع هبة التوني
سأفتقد مشروع الصداقة النامية بيني و بين سارة الجديدة

سافتقد يافطة الIBI

كلما تلفت و جدتها امامي

سأفتققد الساعة الموجودة في الريسبشن كلما دخلت اجدها في مواجهتي تعلن عن تأخري و تبشرني بمرتب مخصوم للنصف.
فطائر دهب و كشري ابو ناصر
الكفيتيريا التي شهدت حالات تسمم اكثر من تلك التي شهدتها غرف الحالات الطارئة بالمستشفيات
الكراسي و السجاد الرمادي الذي يبعث على الكئابة
الكتب ذات اللون الكحلي و اللبني وذات التصميم المقيت
الماركرز باغطيتها و رائحه السبرتو
الطلبة و الطالبات هنا و هناك
اجهزة الكمبيوتر المسرطنة -بفتح الطاء- و التي بدأت في الاحتضار
مستر احمد الجدّار و قصصه المملة
الاكواب و الاطباق القذرة المتناثرة في جميع اركان الغرفة
ماكينة التصوير التي تتسبب في قتلنا جميعا ببطء
اكياس الشبسيي و زجاجات الحاجة الساقعة
فتات البوريو و تاك بالملح

سأفتقدكم

بحق

ليست هناك تعليقات: